تعد إستراتيجية حوض السمك Fishbowl Strategy من الاستراتيجيات التدريسية القائمة على التعلم النشط والتي تعتمد على التدريب الجماعي، وتقدم خبرة مباشرة للعملية الجماعية للطلاب من خلال ملاحظة المجموعات الطلابية (Keck-McNulty, 2004).
وتقوم هذه الإستراتيجية على فرضية حدوث التعلم بين الشخصي، وبين الأشخاص Interpersonal & Intrapersonal الذي يحدث بين أعضاء المجموعات التي يلاحظها الطالب، ومدى تأثير ذلك على سلوكيات ونواتج أعضاء المجموعات
وفي هذه الإستراتيجية يتم ترتيب أربع أو خمسة كراسي في دائرة مغلقة تمثل شكل حوض السمك، أما بقية الكراسي فترتب في شكل دائرة خارج حوض السمك. ويتم اختيار بعض من المشاركين لملء حوض السمك، في حين يجلس بقية أفراد المجموعة على الكراسي خارج حوض السمك، ويسمى الطلاب الذين يجلسون داخل حوض السمك بالمشاركين (P)؛ يقودهم طالب أو اثنين (Cl)، في حين يسمى الطلاب الذين يجلسون خارج حوض السمك باسم الملاحظين (O)؛ في ظل توجيه وإرشاد المعلم (I) ويوضح الشكل التالي ترتيب الفصل في ظل إستراتيجية حوض السمك.
وفي هذه الإستراتيجية يناقش المشاركون في الدائرة الأولى التي تسمى حوض السمك موضوع ما؛ في حين يجلس الطلاب الملاحظون في الدائرة الثانية خارج حوض السمك يستمعون ويسجلون ملاحظاتهم بصمت، وبعد 10-15 دقيقة يتبادل أعضاء الدائرتين أماكنهم، وبعد 10-15 دقيقة أخرى يتجمع الطلاب جميعاً للتشارك فيما قاموا بملاحظته بدون أية تعليقات على المحتوى، ويناقشوا المحتوى الذي قُدم لهم في التدريب، وتقديم الاستجابات.
وهناك نوعان من حوض السمك؛ الأول: حوض السمك المفتوح؛ حيث يظل كرسي واحد فارغ، والثاني: حوض السمك المغلق؛ حيث يتم ملء جميع الكراسي.
وتتطلب إستراتيجية حوض السمك توافر عدة شروط؛ يوردها “ستوكتون وتوث” (Stockton & Toth, 1996) فيما يلي:
1- كفاية معرفة الأعضاء المشاركين في حوض السمك بموضوع الدرس.
2- معرفة الطلاب جميعاً لكيفية التفاعل مع عناصر الموقف التدريسي وفق هذه الإستراتيجية، وقبولهم لها.
3-توافر المناخ النفسي من قبل المعلم لتهيئة الطلاب للقيام بأدوارهم.